كاديش ينقذ السعودية في الوقت القاتل ويعمق جراح الصين
في مباراة مثيرة في داليان، تغلبت السعودية على النقص العددي وتأخرها المبكر بهدف لتفوز على الصين 2-1، بفضل هدف الفوز المتأخر من البطل غير المتوقع، حسن كاديش. الفوز، الذي تحقق في الدقائق الأخيرة، يعيد “الصقور الخضر” إلى مسار التأهل لكأس العالم 2026 بعد تعادل مخيب للآمال في مباراتهم السابقة. كما ترك الفريق الصيني وجماهيره يتجرعون مرارة الهزيمة.
بدأت المباراة بشكل سيئ للزوار، حيث سجل علي لاجامي هدفًا في مرماه في الدقيقة 14. وتفاقم الوضع عندما طُرد محمد كنو بعد خمس دقائق فقط، تاركًا السعودية بعشرة لاعبين في معظم فترات المباراة.
على الرغم من النقص العددي، أظهرت السعودية مرونة وقاتلت للعودة إلى المباراة. كاديش، الذي لم يسجل لبلاده من قبل، عادل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بضربة رأس متقنة من ركلة ركنية.
كان الشوط الثاني متوترًا، حيث خلق كلا الفريقين فرصًا. ألغي هدف للصين بداعي التسلل، واقترب سالم الدوسري بشكل مؤلم من وضع السعودية في المقدمة، لكنه سدد في العارضة.
وبينما كانت المباراة تبدو متجهة نحو التعادل، ارتقى كاديش أعلى من الجميع ليسجل برأسه من ركلة ركنية أخرى في الدقيقة الأخيرة، ويضمن فوزًا دراماتيكيًا للسعودية. الفوز يتركهم بأربع نقاط من مباراتين، ولا يزال أمامهم عمل للقيام به لضمان التأهل التلقائي.
سيكون المدرب روبرتو مانشيني، الذي واجه انتقادات في الآونة الأخيرة، مرتاحًا للنتيجة وأداء كاديش، الذي برز كبطل غير متوقع للصقور الخضر. سيتطلع الفريق الآن إلى مباراتهم التأهيلية القادمة ضد اليابان في 10 أكتوبر، على أمل البناء على هذا الزخم ومواصلة رحلتهم نحو كأس العالم 2026.
خيبة أمل الصين وأملها المتبقي
بالنسبة للصين، كانت الخسارة بمثابة حبة مرة يجب ابتلاعها، خاصة بعد هزيمتهم الساحقة 7-0 أمام اليابان الأسبوع الماضي. وقال برانكو إيفانكوفيتش، المدير الفني للمنتخب الصيني، بخيبة أمل: “من المؤسف حقًا أن فريقنا استقبل هدفين من الكرات الثابتة. لقد بذل لاعبونا قصارى جهدهم”. على الرغم من الانتكاسة، رفض إيفانكوفيتش فكرة الاستقالة، مؤكدًا أن الفريق لا يزال لديه فرصة لإنهاء المجموعة في المركز الرابع.
أظهر المشجعون الصينيون، رغم إحباطهم من النتيجة، دعمهم الثابت للمنتخب الوطني، حيث هتفوا “قاتل حتى النهاية” حتى بعد صافرة النهاية. وكان الإقبال الرائع الذي شهده استاد سويوان بأكثر من 48 ألف مشجع، على الرغم من الهزيمة الثقيلة السابقة، بمثابة شهادة على شغفهم الدائم بالفريق. كما أكد مشهد التيفو الأحمر الضخم الذي يحمل عبارة “الكفاح من أجل الوطن” الذي عرضه المشجعون قبل المباراة على إيمانهم الراسخ بالفريق.
في حين أن الطريق إلى كأس العالم 2026 لا يزال مليئًا بالتحديات بالنسبة للصين، فإن المرونة التي أظهرها كل من اللاعبين والمشجعين توفر بصيصًا من الأمل. سيحتاج الفريق إلى إعادة تنظيم صفوفه بسرعة ومعالجة نقاط ضعفه إذا أراد إنقاذ حملته التأهيلية.
اكتشاف المزيد من
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.